منزلة فخر الدين العراقي الصوفية ونفحات الحب الإلهي ( ت 688 هـ )

نوع المستند : العلوم الانسانیة الأدبیة واللغات

المؤلف

کلية الآداب – جامعة المنصورة

المستخلص

عندما فکرت الباحثة فى دراسة الصوفي العاشق فخر الدين العراقي المتوفي ( 686 هـ ) وجدت نفسها أمام مدرسة ضاربة فى عمق التصوف الفلسفي والشعر الصوفي ترجع جذورها الى الصوفي العربي محيي الدين بن عربي المتوفي ( 638 هـ ) ثم تلميذه صدر الدين محمد بن اسحق القونوي المتوفي ( 673 هـ ) هذا من ناحية ومن ناحية اخري هناک الصوفي الفارسي جلال الدين الرومي المتوفي ( 672 هـ ) وعبد الرحمن الجامي المتوفي ( 898 هـ ) .
وهذه المدرسة الصوفية هي التي تأثر بها فخر الدين العراقي أو أثر فيها – وهذا الصوفي الفارسي الذي غادر الى ملتان " باکستان " وعاش بها أکثر من عشرين عاما مصاحبا لشيوخ الطريقة القلندرية ألف مصنفات شعرية ونثرية منها " اللمعات " الذي عده الشراح شرحا مختصرا " الفصوص الحکم لابن عربي " يقوم على تأويلات صدر الدين القونوي وشروحه التي قدمها على تعاليم ومصنفات شيخه ابن عربي . وربما ذکر العراقي فى بداية " اللمعات " انه يتبع سنن احمد الغزالي ( المتوفي 520 هـ ) فى کتابه السوانح رغبة فى التوفيق بين ابن عربي وأحمد الغزالي إلا ان هذا الرأي يتجاهل حقيقة کون ابن عربي شاعر عملاق کتب ترجمان الاشواق شعرا روحيا راقيا يقدمه کصوفي يکتب فى فلسفة الحب الالهي والعشق التى أضفي عليها صدر الدين القونوي شروحا نفيسة من خلال محاضراته ودروسه الخاصة بقصيدة نظم السلوک " المعروفة بالتهيئة الکبري لابن الفارضي ( المتوفي ) .
ويعتبر کتاب اللمحات فى شرح اللمعات ليار الشيرازي من أقدم شروح اللمعات ذلک لأنه يستند الى مؤلفات صدر الدين القونوي ، وسعد الدين الفرغاني المتوفي ( 699 هـ ) ومؤيد الدين الجندي ومن أشهر شروح اللمعات " لوائح الجامي " أو أشعة اللمعات " الذي صنفه على غرار فلسفة القونوي الصوفية ، لذلک کله تزداد أهمية فخر الدين العراقي بين صوفية عصره وذلک أن البعض من الشراح يعتقد أن ابن عربي کان قد تأثر فى کتابه " إنشاء الدوائر " باللمعات وأعتبره آخرين إعادة صياغة لتعاليم الصدر القونوي إلى لغة العشق وتتسع دائرة التأثير والتأثير لهذا الصوفي المتفلسف الشاعر لکي تشمل عبد الرحمن الجامي .
إلا أن الباحثة تشک علميا فى تأثر ابن عربي بفخر الدين العراقي فقد توفي ابن عربي قبل ثلاثون عاما من وفاة فخر الدين العراقي وکان ابن عربي قد کتب إنشاء الدوائر قبل کتاب اللمعات بزمان طويل کما يذکر " شتيک" فى الموسوعة الإيرانية .
ونظرا لأهمية هذه المدرسة وارتباط فخر الدين العراقي بأهم أقطابها ممن أشرنا إليهم آنفا رأت الباحثة أن هذا يعد سببا کافيا لدراسة هذا الصوفي وبيان الأثر الذي أحدثه فى لغة العشق والحب الالهي وأهميته ومکانته بين شيوخ عصره .
أما إشکالية هذه الدراسة فتکمن فى الإجابة على سؤال هام شغل العديد من الشراح ولم يجب عليه أحد من الباحثين وهو :-
هل کان فخر الدين العراقي من القائلين بمذهب وحدة الوجود ؟ وهل يمکن أن يکون شعره فى اللمعات مکرسا لهذه الغاية ؟ أم أنه مثله مثل أساتذته قد ألصق به القول بوحدة الوجود بهتانا 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية