يهدف البحث إلى تتبُّع الْقِيَمِ الدَّلالِيَّةِ الْمُفَسِّرَةِ أوِ الْمُتَمِّمَةِ لِعِلَّةِ الحمل النحويِّ بأنواعه، وإِلَى بيانِ أثرها على المعنى، وسيظهر جليًّا- من خلال المثاقفة والمناقشة, وتحليل آراء النحاة تُجاه الشواهد العربية الفصيحة– أنَّ ظاهرةَ [التعليلِ] ضروريةٌ لتحقيقِ غايةِ النَّحْوِ التعليميَّةِ والْجَمَالِيَّةِ؛ إذْ بالْعِلَلِ التعليميَّةِ يُتوَصَّلُ إلى معرفة کلام العرب. فَمِنَ الْعِلَلِ ما هو ضروريٌّ لتحقيق غايةٍ لُغَوِيَّةٍ, وتلک هي الْعِلَلُ القياسيَّةُ؛ حيثُ بها يُمکن أنْ نُحَاکِيَ سَمْتَ کلامِ العرب وَنُجَارِيَهُ؛ فنقيسَ على کلامهم, ونکفلَ لِلُّغَةِ ديمومتَها ونماءها. ومنَ تلک الْعِلَلِ تنبثق قِيَمٌ دلالية جمالية في قوة العلل الثواني, وهذا مستوى يتعلق بالاستعمال,لابالقاعدة أو التقعيد, يزيدُنا استبصارًا بالمعنى الدلالِيِّ. فالجمال قرين القيم الدلالية التي أوجدها الاستعمال اللغوي، حتى ولو لم يکن مطَّرِدًا مع القاعدة, وتُتِيحُهُ إمکانات اللغة