جماليات التمثيل السردى فى رواية عشب الليل لإبراهيم الکونى

نوع المستند : العلوم الانسانیة الأدبیة واللغات

المؤلف

کلية التربية جامعة دمنهور

المستخلص

يمثل الکونى صوتاً روائياً عربياً ليبياً أصيلاً، وسارداً مائزاً، ومفکراً صافياً عشق الصحراء الليبية فى بکارتها وبدائيتها حتى نخاعه، فطالما شغل نفسه بها فأمدته الکثير من مفرداتها وأشيائها وأساطيرها، ورموزها مادةً روائيةً وقصصية حية أکسبته خصوصية إبداعية ضاهت فى جوهرها وشکلها خصوصية نجيب محفوظ الإبداعية التى انشغلت بتفاصيل المکان ـ القاهرة القديمة ـ وفسيفسائه وشخوصه وعادات أبنائه وتقاليدهم المعيشة.
       تشکلت ملامح الخصوصية الإبداعية الکونية إذن من مفردات الصحراء المترامية الأطراف؛ الصحراء المعزولة في أقصى الجنوب الليبي، بما تمثله من فضاء مکانى فضفاض لامتناهي تشکلت ملامحه القاسية من الرمال الحارقة، والصخور الوحشية، والهضاب الجافة، والجبال الجامدة، والوديان، والآبار، وأشجار الشوک، والحيوانات البرية.....علاوة عن إنسانها الحامل لصفاتها، إنها صحراء قبائل الطوارق التي ينتمي إليها الکاتب مولداً ونشأة وتربيةً وروحاً وثقافة ـ ولد فى غدامس سنة 1948م ـ حيث قضى طفولته وصباه فى الجنوب الليبى، حيث هناک تمتد الصحراء بلا انقطاع، وتنحدر أطرافها بلا حدود، إنها الصحراء بکل عناصرها الطبيعية والإنسانية والأسطورية بکل معتقداتها وتصوراتها وقيمها وزخمها البيئى والاجتماعى الفريد. في هذا الفضاء اللامتناهى انغمس الکونى حتى نخاعه، وانشغل فکره حد الاستلاب فأنتج لنا مايربو عن الستين عملاً سردياً وفکرياً وتاريخياً تناولت ـ تلک الأعمال ـ الصحراء بکل شواغلها وهمومها وموجوداتها، کاشفة عن طبيعة أهلها وعاداتهم وتقاليدهم، وسلوکياتهم، وتوجهاتهم النفسية، وطقوسهم الشعائرية، وثقافاتهم ومعتقداتهم الدينية.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية