لا جرم أنّ التأويل وجد حيث وجد الوجود الإنساني. ولعل إلقاء نظرة عجلى إلى ما خلفه التراث الإنساني قاطبة في مجال المعرفة في علاقتها بالتأويل يدرک الدارس والباحث مدى التلاحم والتجاور والتشارک الواقع بين الإنسان والعقل ؛الأمر الذي أدى بهذا التلازم أن ظل التأويل مصاحبا للعقل البشري في جميع الحقول المعرفية عامة والعلوم الإنسانية على وجه أخص.
ثم إنّه لما کان الفعل التأويلي مصاحبا للفعل العقلي القائم في الإنسان کان من الضروري أن يجد التأويل ضالة أخرى هي في الأصل قائمة في عالم الإنسان وفکره؛ فحدث التقاطع والتقارب بين التأويل کحقل معرفي ومنهجي والترجمة کحقل معرفي له فلسفته في سياق النقل بأشکاله وضوابطه. مثل هذا النوع من التقاطع استطاع أن ينتج فکرا منسجما ومتقاربا بين الفعل التأويلي والفعل الترجمي؛ في الوقت الذي نعلم فيه أنّ الثاني يأخذ الکثير عن الأول