مظاهــر التخفـيف فـي عربيـة القـرآن تغيرات تجاور المتقاربين نموذجا

نوع المستند : العلوم الانسانیة الأدبیة واللغات

المؤلف

---

المستخلص

جوانب هذا البحث متعددة، فمنها ما يتعلق بالجانب الصوتي، باعتباره المستوى الأول المؤثر في الکلام العربي، ومنها ما يتعلق بالجانب الصرفي، حيث إنه يمس بنية الکلمة، فمما هو معلوم أن العربية لها أربعة مستويات هي الصوت والبنية والترکيب والدلالة، وهذه المستويات تمثل مصطلح البنيوية في العصر الحديث، ويأتي الصوت کمؤسس لهذه المستويات جميعا.
وتتعلق الدراسة أيضا بجانب مهم وهو التجاور أو المجاورة بين الحروف؛ فلا تکتفي هذه الدراسة بالحروف مفردة لمعرفة مخارجها وصفاتها وإنما تتصدى لها من خلال ترکيبها في کلمات، وإني لأظن أن التجاور قد يجعلنا نلقي بظلالنا نحو الموقعية؛ أي موقعية الحروف، هذه الموقعية التي يحاول البحث أن يثبت أسبقية الدرس العربي الصوتي في کثير من الأمور المتعلقة بها.
وتتعلق أيضا بالتقارب، فالتقارب يعد مخصصا لهذا التجاور؛ لأن علاقات الحروف أربعة هي التباعد والتقارب والتجانس والتماثل، وهي بهذا الترتيب من الأبعد للأمثل، وهذا البحث يلقي الضوء على جانب واحد من جوانب علاقات الحروف وهو التقارب ، وتقسيم الأصوات العربية إلى متماثلة ومتجانسة ومتقاربة ومتباعدة، أمر يدل على إدراک لخصائص الأصوات، فهي فعلا إذا التقت إما أن تکون متفقة في المخرج والصفات فهي حينئذ متماثلة، وإما أن تکون متفقة في المخرج مختلفة في الصفات فهي حينئذ متجانسة، وإما أن تتقارب في المخرج أو الصفات ولکن دون أن تکون متفقة، فهي حينئذ متقاربة، وهي بعد ذلک قد تتباعد في کل شيء فتوصف حينئذ بأنها متباعدة

الموضوعات الرئيسية