تجليات المکان في نوادر البخلاء

نوع المستند : العلوم الانسانیة الأدبیة واللغات

المؤلف

کلية الآداب، جامعة العريش ، مصر

المستخلص

على الرغم من کثرة الدراسات عن کتاب البخلاء للجاحظ، فإن الدراسات عن نوادر البخلاء في غيره من کتب التراث العربي قليلة جدًّا، ولم أر دراسة اهتمت بذکر تجليات المکان – أي أثر  المکان وتأثيره - في نوادر البخلاء سواء في کتاب البخلاء للجاحظ، أو غيره من کتب التراث العربي التي اهتمت بجمع نوادر البخلاء؛ ولهذا فقد کتبت هذه الدراسة عن تجليات المکان في نوادر البخلاء، متتبعًا هذه النوادر في کتب التراث العربي المختلفة التي جمعت هذه النوادر.
کثرة نوادر البخلاء في کتب التراث العربي
وحين ننظر في کتب النوادر والفکاهة والمختارات الأدبية في تراثنا نرى أن نوادر البخلاء تأتي في صدارة النوادر المذکورة بها من حيث الکم مع نوادر الأعراب، وتحتل نوادر الفئات الأخرى مساحات أقل، کنوادر الصبيان ونوادر العلماء ونوادر النساء وغير ذلک.
 وربما کان من أسباب کثرة نوادر البخلاء في المجتمع العربي في العصور القديمة دخول عناصر غير عربية عليه وامتزاجها به، وکانت بعض هذه العناصر معروفة بالبخل، فکثر التندر بها، کأهل مرو الذين أفاض الجاحظ في کتاب البخلاء في الحديث عن بخلهم، کذلک نرى أن العربي بطبيعته کريم، وقد استهجن صفة البخل في أهل بعض البلاد المفتوحة، وعبر عن نقده لأهل هذه البلاد بالنوادر التي حکاها عنهم، وأيضًا نرى أن بعض المدن - لا سيما المدن البحرية کالبصرة - قديمًا کان يکثر بها التجار، ومن تتبعنا لکتاب البخلاء نرى ارتباط البخل بکثير من التجار في مجتمع البصرة على وجه الخصوص؛ ولهذا تعرض الجاحظ لنقدهم في کتاب البخلاء، ويضاف لهذا أن نمط البخيل يدعو للفکاهة خاصة حين يوضع في مواقف طريفة، کأن نرى طفيليًّا يحتال لأکل طعامه، أو نرى بعض أصدقائه يهجمون عليه حين تناوله طعامه، ويحاول أن يتخلص من هذه المواقف الصعبة بأساليب تدعو للفکاهة، کما سوف نرى في عرضنا لنوادر البخلاء في هذه الدراسة.

الموضوعات الرئيسية