التواصل الإشارى بالرأس واليد في السنة النبوية دراسة دلالية موطأ الإمام مالک نموذجًا

نوع المستند : العلوم الانسانیة الأدبیة واللغات

المؤلف

کلية الآداب، جامعة الإسکندرية، مصر

المستخلص

درج جمهور اللغويين على استبانة الدلالة من لغة الکلام أو اللغة المنطوقةSpoken Language))، وقد عللوا ذلک بتعدد وسائل تعبيرها التي تطغى على جميع ما عداها من لغات ممکنة ، وبأنها أهم وسائل الاتصال الإنساني وأوسعها انتشارًا، وأن متوسط ما ينتجه الإنسان من حديث أکثر بکثير مما ينتجه من کلام مکتوب وإيماءات وإشارات. وبأنها أکثر الوسائل شهرة وفاعلية، والوسيلة التي نکتسب بها –منذ الصغر- المعرفة والقيم في مجتمعنا، ودعامة التطور المعرفي في تاريخ الإنسان ودليله.( وهناک من عزا ذلک إلى أصلية اللفظ وفرعية الإشارة، موضحًا أن سبب العدول عن اللفظ إلى الإشارة والتمثيل هو عجز اللسان عن إيجاد الألفاظ      للإبانة ؛ فالناس يستخدمون الإشارة إذا أعوزتهم الکلمة.
ويرى "داروين" "Darwin" أن الکلام هو وسيلة الاتصال والتفاهم الوحيدة التي يمکن استخدامها من دون أن يؤدي ذلک إلى تعطيل أي عضو من أعضاء الجسم الذي يحتاجه في عملية الإنتاج والعمل، وذلک خلاف لغة الإشارات التي تتطلب عدم استعمال الأيدي في أي عمل آخر أثناء تبادل الحديث؛ لانشغالها في عملية التخاطب، مما يعطل هذه الأجزاء الحيوية من الجسم عن أداء وظائفها. کما أن لغة الکلام تتميز بسهولة الاتصال وإمکانية حدوثه عن طريق الأصوات المتميزة في الظلام، وعبر الحواجز والعوائق، وهي أمور لا تتيسر في حالة التخاطب بالإشارات. ويتفق "ماريو باي" ""Mario Pei مع "داروين" اتفاقًا تامًا، وذلک حين قال: "فالکلام يمکن أن يتم بينما يباشر الإنسان عملا آخر يدويًّا، ويمکن أن يحدث في الظلام، ولست في حاجة إلى ضوء؛ لتباشر عملية الحديث مع شخص آخر".
بيد أن قليلا من اللغويين قد عنوا بالتواصل غير اللفظيّ بأنماطه السلوکية التعبيرية المتنوعة، کالتعبير الجسديّ بحرکاته وإيماءاته وهيئاته، والتعبير اللمسيّ وما يصدر عنه من تقبيل أو مصافحة أو عناق، والتعبير الصوتيّ المتمثل في حالة الصوت ارتفاعًا وانخفاضًا، نبرًا وتنغيمًا، سرعةً وبطئًا...وغير ذلک. 

الموضوعات الرئيسية