جدل العقل وسلطة النص بين الغزالى (450- 505هـ) وابن رشد ( 520-595هـ)

نوع المستند : العلوم الانسانیة الأدبیة واللغات

المؤلف

کلية تربية

المستخلص

ملخص البحث:
يهدف هذا البحث إلى معالجة إشکالية جدل العقل وسلطة النص بين الغزالى (450- 505هـ) وابن رشد ( 520-595هـ)، تلک الإشکالية التي کانت وما تزال محل تجاذب وخلاف واسع بين المفکرين والفلاسفة.
ومن المعلوم أن هذه الإشکالية إشکالية قديمة، ارتبطت تاريخيًا بـ"علم الکلام"، ففي خضم الجدل الذي دار حول مسائل "العقيدة" ظهرت فرقة المعتزلة (80هـ - 131 هـ) التي غلبت عليها النزعة العقلانية، فقدمت العقل على النقل، بحجة أسبقية الفکر على السمع، ومن هذا المنطلق رفض المعتزلة الأحاديث النبوية التي لا يقرها العقل، وذهبوا إلى أبعد من هذا فقالوا بوجوب معرفة الله بالعقل ولو لم يرد شرع بذلک !
ومن المعلوم أيضًا أن الدين الإسلامى جاء ليخاطب العقل وألوا الألباب الصحيحة وأصحاب الفطرة السليمة، وهذا يعنى أن للعقل دور مهم، لکنه وحده لا يکفى بسبب محدوديته، واعتماده على الحس المتغير، فلا بد إذًا من مصدر آخر للمعرفة، هذا المصدر هو الشرع أو الوحي الذي يجبر قصور العقل ومحدوديته وفي نفس الوقت لا يتعارض مع مبادئه. وهذا ليس معناه أن العقل أداة عاجزة عن الوصول إلى الحقيقة، بل ينبغي التفريق بين وجود حقائق العقيدة وبين کنهها وتفاصيلها وما هي عليه، فالعقل قادر على إثبات وجود الحقائق الکبرى والبرهنة عليها، لکن التخبط يبدأ عندما يخوض في محاولة تعقل الکيفيات التي تکون عليها الحقائق الغيبية لأنها غائبة عن الحواس، ومن ثم لا يستطيع الانسان النفاذ إلى عوالمها. وهنا يأتى دور الوحى ليبين له ما هو عاجز عنه.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية