هناک العديد من الجرائم المستحدثة التي تستخدم وسائل وأساليب تکنولوجية حديثة لم يکن للمجتمع المصري عهد بها من قبل، الأمر الذي يکشف عن مدي التحول الملحوظ سواء في صور وأنماط الجرائم أو في مرتکبيها، أو في أساليب ارتکابها، وخاصة فيما يتعلق بالجرائم الإلکترونية. فالجريمة الإلکترونية ظاهرة عالمية تکاد تعاني منها کافة دول العالم ومن بينها مصر، مثل الخداع والاحتيال الذي يبدو في قدرة مرتکبيها علي إقناع ضحاياهم بأن أهدافهم عادية ومشروعة، کما تتسم هذه الجرائم بالتعقيد المتزايد الأمر الذي يعوق عملية الکشف عنها أو حتي ملاحقة مرتکبيها وعقابهم لقدرتهم الفائقة علي إخفائها، وللقصور التشريعي في مواجهتها. فعلي الرغم من أهمية دور تکنولوجيا المعلومات والاتصالات في الحياة اليومية للمواطن المصري إلا ان خلال الآونة الأخيرة انتشر زيادة الجريمة الإلکترونية وخاصة الإرهاب، الذي ينطوي في داخله علي مخاطر تفوق کافة التصورات في تهديده للأمن في المستقبل ويکفي أن نعرف أنه بلمسة واحدة يمکن لشخص أو مجموعة أشخاص أن يکبدوا بعض الأشخاص أو المؤسسات خسائر کبيرة، ويهددوا أمن واستقرار المجتمع.