إذا کان العلم قد تطور وظهرت علوم جديدة وطهرت طفرات هائلة ، وبخاصة التقدم الطبي الذي يمس جسد الإنسان ، وهو الذي خلقه الله في أحسن تقويم ، وإذا کان التطور الحديث في مجال الطب النسائي قد اتسع مفهوم علاجه فلم يعد قاصرًا علي المعني التقليدي الذي يقصد به شفاء المريضة من أمراض أو إصابات معينة بل أصبح ليشمل الصحة الإنجابية، ووسائل التکاثر البشري، واکتشفت وسائل صناعية لمساعدة الإنجاب، وشملت الوسائل الطبية الحديثة ما يتعلق بالإنجاب، وتنظيم الأسرة وغير ذلک من الوسائل المستجدة التي يحتاج الطبيب والمرأة فيها إلي رأي فقهي . کان کل ما سبق سببًا في اختيار هذا الموضوع؛ لأن علم الطب أکثر العلوم احتياجا إلى التفصيل، إذ ما يکون دواء لشيء قد يکون داء لآخر في مرض واحد، وما يکون دواء لواحد في ساعة قد يکون داء في أخرى، ويختلف الدواء باختلاف السن والفصول والغذاء والأمکنة والأشخاص رجالا ونساء، أطفالا و شيوخا. ثم إن علاقة المرأة بالطبيب من جهتين: أولا: کونها إنسانا عاديا تشترک مع الرجل في کثير من الأمور الطبية العامة وهي ليست موضوع البحث. ثانيا: ما يختص بکونها أنثى وهو بحسب ما يتعلق بها من الأمومة کالرحم الاصطناعي بديلا عن رحم الأم، والرحم البديل، والجدل الأخلاقي بشان علاج الجنين داخل الأم، وبما استجد من استخدام وسائل طبية کثيرة ثم ما يتعلق بإجهاضها إذا کانت مغتصبة أو حاملا من سفاح، أو مصابة بالإيدز، هذه المفردات وغيرها من المسائل المتعلقة بالمرأة هو ما قام عليه عماد هذا البحث. بناء علي ما سبق جاء البحث تحت عنوان : (المعالجة الفلسفية والدينية للمارسات الطبية والبيولوجية في مجال المرأة) .