الروح والنفس الإنسانية عند الفلاسفة المشائين

نوع المستند : العلوم الانسانیة الأدبیة واللغات

المؤلف

کلية الاداب بالمنصورة

المستخلص

تحتل مسألة النفس والروح مکانًا بارزًا على صعيد الفکر الدينى، والفکر الفلسفي على وجه الخصوص، فحقيقة الروح وحدوثها وأبديتها- من الناحية النقلية- ثابت بکتاب الله وسنة النبيr وعَلِمنا علمًا لا يتزعزع أنها سر من أسرار الله تعالى، لذا أضاف سبحانه وتعالى الروح لنفسه ثم جعل العلم له وحده ولکن ما يتوصل إليه الإنسان بعلمه لا يکون إلا بهداية من الله-تعالى.
ولقد عنى فلاسفة الإسلام بالنفس الإنسانية وساروا فى تعريفهم لها على النهج الأرسطى دون تحوير أو تبديل فى صيغته. وقد عرفوها بأنها الکمال الأول لجسم آلى ذى حياة بالقوة. ولقد کان لفلاسفة الإسلام أن يختارو أحد مذهبين: إما أن يقولوا مع "أرسطو" إن اتصال النفس بالبدن اتصال جوهرى، کاتصال الصورة بالمادة أى غير عرضى، وإما أن يجنحوا إلى رأى "أفلاطون" الذى يصور وجود النفس فى الجسم بوجود الربان فى السفينة. "فأبا نصر الفاربى" حاول الجمع بين رأى الحکميين. أما "ابن سينا" و"الغزالى" فلم يترددوا فى اختيار مذهب "أفلاطون" مع تعديله وتحويره بعض الشىء حتى يکون على وفاق مع آرائهما الدينية. وقد عنى کلاهما بالبرهنة على حدوث النفس وقت حدوث البدن، وعلى اتصالها به اتصال عرضى لا يحول دون عودتها إلى عالم الروح الذى فاضت منه.
لکن ابن رشد قد اتخذ اتجاها مغايرا فالموجود عنده يعود لمثل ما عدم لا لعين ما عدم، أي أن النفس تتخذ جسماً آخر غير جسمها الحالي لأن هذا الجسم يفنى بالتراب ولا يعود، وعليه جاءت فکرة النفس الکلية عنده, إذ إن الأرواح جميعها تنبعث يوم القيامة بنفس کلية لا فردية، وفى هذا إبطال لمعنى الثواب والعقاب.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية