حروب الدولة الدينية فى رواية "الثالث השלישי" للکاتب "يشاى ساريد"

نوع المستند : العلوم الانسانیة الأدبیة واللغات

المؤلف

کلية الآداب - جامعة المنصورة

المستخلص

إن للرب دوره البارز والأساسى فى حروب بنى إسرائيل المذکورة فى المقرا، فالحرب لديه شئ مقدس أى أنه الإله المحارب وقائد الجيوش، وقد ورد هذا التعبير کثيرًا فى نصوص المقرا، ومازال مفهوم الحرب المقدسة، وتدخل الإله فى مجريات الأحداث، أمرًا مسيطرًا على السلوک الإسرائيلى المعاصر، إمتدادًا للمعتقد السائد فى أسفار المقرا، حيث تعکس الأدبيات العبرية المعاصرة، مفهوم الحرب المقدسة ودور إله بنى إسرائيل فيها. حيث إن حروب الرب حروب توسعية، وحروب احتلال، وإبادة للعدو، لاهوادة فيها، يُمنّى فيها المحاربون بمجد عظيم، قائم على إبادة الآخر، حيث إن الاستخدام الأکثر ذيوعا لمفهوم الإبادة فى المقرا قد ارتبط بالإحراق وبالتدمير والقتل والتخريب، أى الإبادة التامة للشعوب التى تتم هزيمتها فى الحرب، ويؤکد التاريخ الإسرائيلى المعاصر استمرارية رسوخ مفهوم الإبادة فى العقلية الإسرائيلية.
وقد استشرف الکاتب يشاى ساريد فى أحداث روايته "الثالث" رؤية ديستوبية لمستقبل إسرائيل ومآل الحروب الدينية التي ترسخت في الوعي اليهودي منذ القدم وحتى الآن، وتأثير هذه الحروب- المؤسسَة على عقلية احتلالية- على مصير إسرائيل برمتها، حيث استطاع أن يعبر عن أحد مشاکل مجتمعه والخوف من الحروب وخاصة من جيرانهم العرب، حيث عاش المواطن الإسرائيلى خلال حياته وأورث الأجيال التالية له مناخًا دائمًا من الصراع المستمر والحرب التى لا تتوقف بسبب الأهداف الرامية إلى إقامة وطن قومى يهودى، وذلک بالاحساس الدائم بعدم الأمان بالواقع القلق والمستقبل المُخيف.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية